أصدقاء القصة السورية  

الصفحة الرئيسية / خريطة الموقع / بحث / ضيوفنا / الكاتب / سجل الزوار / الثورة السورية 2011

 

 

 

 / أغاني وأشعار لآية / أعياد ميلاد آية / صور آية / الكتاب الذهبي

الرواية / القصة / المسرح / الشعر / الخاطرة / أدب الرسائل / المقالة / حكايات آية

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 08-08-10

       

نارين   (الحب الضائع)

       

مع والدتها

       

رواية بقلم: يحيى الصوفي

الجزء الأول: الفصّل الثالث

لقراءة التعليقات

  تحذير: هذه النصوص تخضع لقانون الحماية الفكرية ونحذر من نشرها في أي وسيلة إعلامية  دون اخذ إذن خاص من صاحب العلاقة.

 

 

 

 

 

مع والدتها

 

كانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة ظهرا عندما قرع جرس الباب في شقة بسيطة ومتواضعة قريبة من وسط المدينة التجاري حيث تقطن والدة نارين .... ومن خلف الباب كانت نارين وأختيها رغد وهند يتململن وقد بدا على وجوههن شيء من الاضطراب... صاحت نارين:

-ماما ... ماما هيا افتحي الباب...

 

قالت رغد وهي تبعد يد نارين عن الجرس:

-تحلي بالصبر... الم تسمعي... هي آتية... كفى...!

 

وفيما هن تتخاصمان، فتح الباب ليطل من خلفه رأس والدتهم وقد توشحت غطاء الصلاة وهي تقول بصوت يشيبه النحيب:

-لحظة... لحظة... لقد أخفتموني... لما هذا الصراخ... أهلا... وهي تقبلهم... أهلا حبيباتي... ادخلوا... هيا.

 

نارين وهي ترتجف من الغيظ:

-ألم تلبسي ثيابك بعد... أنت تعرفين بأن علينا الخروج إلى السوق للتبضع...

-لا... لا أعرف... أجابتها والدتها بشيء من التهكم... وما المناسبة ؟ ...

- لنشتري ثيابا لي..

-ولكن انتم تفاجئونني !... وهي تتوجه حديثها لنارين:

-وأنت تعرفين بأنني لا أستطيع أن أكون تحت تصرفكم متى شئتم... فلدي مواعيدي والتزاماتي...

ثم تابعت:

-وأختك "سو" لم تعد من المدرسة بعد. وعلي انتظارها ومن ثم أنا لم أقبض راتبي المعتاد من جدك ونقودي لا تسمح لي بمشتريات جديدة لكم !

-آه ماما... أنت خائفة على مالك... لا تخافي .. لقد أعطاني البابا ما أحتاج ... أنا أريدك فقط أن تنزلي إلى السوق معنا... فأنت بارعة في المساومة ومعظم تجار المدينة يعرفونك ويخصمون لك !                                                               

-أسمعي لا تبدئي بحديثك المهين هذا معي أرجوك فأنا لم أقصر معكم أبدا... وكنت أنتظركم في منتهى الأحوال على الغداء... ولقد حضرت لكم أكلتكم المفضلة... "البيتزا" باللحم والجبن والبيض...

ثم تابعت:

-أتركي أختك هند عندي وأذهبي برفقة أختك رغد فهي شاطرة أكثر مني... هيا حبيبتي... ولا تتأخروا...

 

***

 

أمسكت رغد بأختها نارين من معصمها وهي تقول:

-هيا نارين سنتسوق سوية ثم نعود... هيا... أتركي والدتك تهتم بالمطبخ حتى لا نؤخرها... هيا...

 

خرجت نارين من بيت والدتها ممتعضة وقد أخذت كعادتها تتلفظ بكلمات سريعة ومتقطعة قل من يفهمها ونزلت الدرج نحو الشارع بسرعة !... هبطت رغد ورائها مسرعة وهي تقول لوالدتها:

-سنعود خلال ساعتين على الأكثر... لن نتأخر.

وما أن وصلت بمحاذاتها حتى جذبتها من طرف قميصها وهي تقول: 

-توقفي قليلا... نارين... لقد أتعبتني... لما هذه العجلة... لازال الوقت مبكرا... ولما كل هذا الغيظ ... عيب عليك أن تتركي والدتك مغتاظة منك هكذا... وهي لم تفعل شيئا !؟

 

نارين وقد توقفت:

-أنت تقولين هذا... ألم تسمعيها... هي مشغولة... دائما مشغولة وخائفة على مالها... هي أصلا لا تعتبرنا أولادها... تتهرب دائما من واجباتها... نحن أولاد "الدكتور شلهوب" المحترم والمشهور... هاهي تقطن لوحدها ولديها غرفة فارغة... لماذا لا ترضى أن نقيم معها... لماذا لا تريد أن نبقى بقربها ونعيش كأسرة ؟... لماذا تريدنا عند والدنا وتريدنا عندها في نفس الوقت ؟ فقط لكي تغيظ والدي... ترسلنا إليه لنعيش معه برفقة زوجته.... وان تأخر عن إرسالنا إليها تثير زوبعة وان أرسلنا إليها فهي مشغولة دائما... ماذا تريد بحق الله... ماذا تريد...؟ تلعب بنا وتتسلى بوالدك وخالتك !... إنها أم حقيرة وانتهازية هذا هو ما هي عليه !                                 

- توقفي... توقفي عن الصراخ... كفى... كفى نارين... أنت تثيرين الزوابع مع الجميع أنت دائما غاضبة ولاشيء في الدنيا يرضيك... قدري ظروفها !

-ظروفها أنت تقولين هذا !... ظروفها أن تتركنا لتسافر إلى المكسيك لكي تتزوج ؟!.. تركتنا نحن أولادها الخمسة خلفها وكأنها لم تنجبنا... أنسيت كيف جنت على أخويك "جمال" و"لولا" وقد أرسلهم أباك إلى ألمانيا حيث يعيشون بعيدين عنا... وهم لم يتجاوزوا الرابعة عشرة من العمر !؟

-كفى نارين كفى أرجوك... لا يد لها بإرسالهم إلى ألمانيا... كانت رغبة والدك وليست رغبتها !

-هه...وماذا فعلت هي...لم تفعل شيئا... لو كانت حقا تحبنا وتغار وتخاف على أخويك لكانت منعته من إرسالهم إلى هناك !

-كيف بالله عليك وكأنك لا تعرفين أباك ؟

-كيف ؟... طبعا بأن ترضى ما عرضه عليها والدك... بأن تقبل العناية بنا والبقاء بقربنا... لا أن ترحل إلى أقاصي الأرض لتتزوج وتتركنا خلفها وكأنها لم تحملنا في أحشائها... ولم تلدنا... ولم تعرف لوجودنا من خبر !

ثم تابعت:

-أم تراك هي فعلت هذا لتقض مضجعه بأولاده الخمسة وتعكر صفوته مع زوجته ومن ثم لتثبت له بأنها لازالت مرغوبة وبأنها هي أيضا قادرة على الزواج وبناء حياتها ومن رجل يتجاوزه أهمية وثراء ؟!... فرد عليها بأن تخلص من أخويك وأبقانا نحن البنات الثلاثة بقربه لعله يهجننا قدر ما يستطيع. بالترهيب... والترغيب... فالتأثير وإدارة أمور ثلاثة يبقى أخف عبئا من خمسة !؟

-كفى...كفى... أنظري إلى الناس ينظرون إلينا !                               

 

نارين وبشيء من العصبية:

-ليذهب الناس إلى الجحيم... لا يهمني الناس... الناس تعرفنا وتعرف قصتنا... أنا لا أطيقها... أتسمعين أنا لا أطيقها... لو أنها ماتت لكان أحسن لنا... كم اشتهي الموت لها !

-اهدئي نارين... اهدئي... يكفي هذا لقد أفرغت غضبك والأحسن عندما نعود ألا تذكري شيئا من هذا لأي من والديك... دعي كل واحد منهما يعيش حياته كما يحب وإذا قدر لنا أن نعيش بينهما هكذا فليكن... وأنا أقسم لك بأن أرعاك وأختك وأدافع عنكما وأحميكما قدر ما أستطيع... ولكن يجب أن تتعاوني معي فأنت لست صغيرة !... وعلينا نحن -أن هم لا يحبوننا كما يحب الأهل أولادهم ويستغلوننا لمصالحهم - أن نستفيد من كل واحد على قدر ما يستطيع... حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا...

 

نارين وهي تمسح دموعها وتحاول أن تعيد الابتسامة إلى شفتيها خاصة وقد نبهتها أختها رغد عن اقتراب أحدى القريبات وهي تلقي التحية:

- حاضر

 

***

   

إحدى القريبات:

-مرحبا نارين

 

نارين وهي تبتسم:

-أهلا كيف الحال هناء... وكيف هي والدتك ... لم نركم منذ زمن بعيد...

 

رغد مصافحة:

-أهلا كيف الحال ؟

-أهلا... بخير والحمد لله... تذهبون إلى السوق ؟

-طبعا ... طبعا وأنت؟.

-وأنا كذلك ... سنترافق إذا

نارين وهي تمشي بقربها: 

-كيف الحال الم تتزوجي بعد ؟                                

-لا ليس بعد... وأنت؟

نارين وبشيء من الغرور:

-أنا يزورونني الخاطبين كل يوم تقريبا... وأنا لا اخفي عليك... إنني في بعض الأحيان أرفض الدخول إليهم لمجرد السلام... خاصة إذا لم يعجبني مظهرهم...

ثم تابعت: 

-فانا ابحث عن عريس لقطة !

-الله يحقق ما ترغبين ويرسل لك ما تحبين...

ثم أضافت موجهة الحديث لرغد:

-كيف هي خالتك... وأباك... والبيبي... متى ستلد ؟

-خلال شهر على الأكثر... نحن بخير والحمد لله... وأنت تعرفي كم يحبنا والدنا وكيف هي خالتي لطيفة معنا وهي لا تتأخر في تلبية طلباتنا !

-الحمد لله... الحمد لله...

ثم أضافت:

-تنزلون السوق للتسوق أم للتسلية ؟

نارين وقد أفرحها السؤال:

-للتسوق... سأشتري بعض الثياب... اليوم سيزورنا عريس من عائلة ثرية... هكذا يقول والدي... شاب في الثلاثين ولديه محل لبيع الأدوات الكهربائية وشقة وسيارة !

-هل أعجبك ؟

-لا لم أره بعد... هذا كلام والدي وخالتي... وأنت تعرفين لو لم يكن يناسبني لما وافق والدي على استقباله... سيأتون أهله هذا المساء وسأخبرك بالنتيجة !

-على خير... أتمنى لك التوفيق... فأنت تستحقين كل خير...

-وما هي أخبار خالك...؟ الم تعثروا له على عروس... منذ أن افترق عن ابنة عمي ؟ 

-لا فهو ذوقه صعب جدا... وأنت تعرفي أولئك الذين يعيشون في أوروبا لا يعجبهم العجب !؟...

ثم تابعت:

-ومن ثم أنت تعرفين بأن له ظروفا خاصة جدا... فهو لديه ولدين من زوجته الأجنبية وهو يرعاهم ويخاف عليهم... ويكرس كل وقته لأجلهم ! وبشيء من التأثر تابعت:

-تصوري له ثلاث سنوات منذ أن ترك زوجته... شاهد وتعرف خلالها على العديد من الفتيات ومن أجملهن في هذه البلد... ولأي سبب مهما كان تافها يغير رأيه... فهو قليل الثقة بالنساء على ما يبدو وتجربته المريرة مع زوجته وخوفه على أولاده لا يدعه قادرا على اتخاذ إي قرار !؟

نارين وبشيء من الخبث:

-لماذا لا تعرفينني عليه... فأنا سوف أروضه وأخطف قلبه !

-آه... أنت لا تعرفينه هو "شايف" حاله كتير وأنت صغيرة بالنسبة له !

نارين وهي تقاطعها مستهجنة:

-صغيرة ؟ أصبح عمري عشرين عاما... ومن ثم هؤلاء العائدين من الغربة يفتنهم الفتيات الصغيرات ويفتتون قلوبهم... خاصة وإنهم يتزوجون هناك ممن يقاربهم سنا... ولهذا سيجد الفرق سريعا !... ولا أظنه سيقاوم فتنة الشباب وهو في ريعان تفجره ! وهي تضحك...

-لا يبدو عليك... تبدين في السابعة عشرة... أنت أنهيت الإعدادية منذ سنتين تقريبا أليس كذلك ؟                                

نارين وهي تضحك:

-طبعا... أرأيت كم أنا صغيرة ؟  

ثم تابعت:

-اضحك... اضحك... أرجو ألا تتضايقي من مزاحي.

-وخالي ليس كبيرا... كان في الرابعة والثلاثين عندما ترك زوجته وله الآن ثلاث سنوات يبحث عن زوجة لطيفة وتخاف الله... ولشدة خوفه من أن يظلم وأولاده في زواج لا يأتي إليه بالراحة والأمان والهدوء... فهو كثير التريث... يبدو بأنه خائف من بنات هذه البلد... وهو على فكرة لا يعطي عمره أبدا... فهو مليء بالحيوية والنشاط ودائم الابتسام وكأنه لم يتعرض بحياته لأي مشكلة... أنا لا اعرفه إلا مبتسما والدنيا كلها لاتهمه !

 

***

 

   

نارين ساخرة:

-كفى... كفى... جعلت منه ملاكا... وأنا كنت امزح معك ولكن صدقيني ومنذ أن سمعت به وبخطبته بأبنة عمي فانا اهتم لأمره ولأمر ولديه وكأنه أخ لي دون أن اعرفه أو أراه... وأنا كنت اعرف بان ابنة عمي لا تناسب شاب في مركزه وثقافته ولطافته كما علمت منها ! 

ثم تابعت وبإصرار:

-هذا بالإضافة إلى انه يبحث عن زوجة وأم كما أخبرتني... وابنة عمي لا تملك من هذه الصفات من شيء... وهي مدللة على ثلاث شباب ولا تعرف حتى أن تقلي بيضة...

وهي تضحك:

-كنت اعرف بأنهم لن يستمروا سويا... وإذا أردت فأنا عندي له عروس حلوة وصغيرة وابنة ناس وهي صديقتي... واراها جدا منا سبة له... سأتصل بها لأخذ رأيها وأخبرك بالنتيجة.

-شكرا ولكن لا أضمن لك خالي فهو حساس جدا... وفي بعض الأحيان يرفض أن يرى الفتاة قبل أن يوافقوا على كل شروطه لأنه وكما قال لنا مرهف الحس ويخاف إن هو قابل فتاة جميلة وفاتنة أن يطرق الحب باب قلبه فيعصى عليه اتخاذ قراره ويهدر تحت تأثير الغواية حقوق ولديه... فهو متعلق جدا بهم !... ولقد عاف لأجلهم الملايين... ولا يحب أن يعيش إي قصة قد تؤثر عليه أو عليهم...

ثم تابعت بشيء من الجدية:

-ولا تنسي ثلاث سنوات دون زوجة يكفي انه يظهر مدى تضحيته... وهذا أمر لا يطاق !.                                  

نارين وهي تضحك !

-لا تخافي عليه... الرجال يدبرون أنفسهم... خاصة وانه يسافر دائما لأوروبا ولا أظن بأنها خالية من الفتيات الجميلات وأنت تعرفين بان الموضوع سهل هناك...

 

-لا... لا تظلمي خالي، فهو شاب عصامي ونظيف وصاحب مبادئ ولولا ذلك لما وصل إلى ما وصل إليه من نجاح في عمله وحياته ولا أظن ولديه ما يشغله وهمومه أن يكون لديه الوقت الكافي لمغامرات كهذه...وإلا لما حاول العثور على زوجة !؟.

-ربما من اجل ولديه فقط ؟!.

-لا ... لا تظلميه أرجوك، فلو عرفته لغيرت رأيك نهائيا.!

 

نارين متملقة:

-عرفيني عليه إذا...  ثم أردفت مصححة... إنني امزح... تعرفين كم أحب المزاح في هكذا مواضيع... ولكن صدقيني سأعثر له على زوجة... أنا أراهنك... سأطبق له عروس على قياسه... لدي الكثير من الصديقات وسأدلك عليهم واحدة... واحدة...  

وقد وصلوا السوق نارين تتابع متسائلة:

-ستدخلين السوق معنا... أريد أن اريك ما سأشتريه... واعرف رأيك ؟...

-عفوا أنا لا أريد أن أتأخر عن والدتي...اعرف بأنك مزوقة...

ثم أضافت:

-سأرى ما ستشتريه عندما تلبسيه في الخطبة... أم انك لن تدعونني !؟

-كيف هذا ؟... أنت تعرفين عندما ستتقرر خطبتي فأنت أول المدعوات.

-هذا يسرني... أترككم بعناية الله ولا تنسي أن تتصلي بي....

وهي توجه حديثها لرغد:  

-دعينا نراك... تحياتي لخالتك ووالدك.

-طبعا سنراكم في القريب العاجل... تحياتي لوالدتك... سلام.

-وعليكم السلام

وهي تلوح بيدها مبتسمة

-ليوفك الله... حقا كنت أتمنى لو تكوني لخالي... فستأخذين البقية الباقية من عقله.                                 

-لا تقلقي... إن لم يرغب بالتعرف بي...

وهي تضحك سأراه بخطبة العروس التي سأختارها له بنفسي... وداعا... سلمي على الجميع.

 

***

   

رغد وهي تنهر نارين:

-أنت كثيرة الثرثرة وتدخلين نفسك في أمور لا تعنيك... وتهزئين من الجميع... هذا عيب... توقفي عن سخريتك بالآخرين.

-ولكن أنا جديّة... لم أكن يوميا جديّة مثل هذا اليوم وإذا أردت رأيي فانا لا اعرف لماذا أنا مشدودة لهذا الشاب... خالها !... رغم إنني لم أشاهده... ولكن لكثرة ما سمعت عنه اشعر من داخلي بأنني الفتاة الوحيدة التي تناسبه !

-لا تنسي بأنه كان خاطبا لابنة عمك.

-أنت تعرفين بان ابنة عمي لا تناسبه إطلاقا... أما أنا فاعرف كيف أسعده واهتم بأولاده.

-أنت لا تدركين ما معنى أن يكون متزوجا وله أولاد.

-ولم لا... فهو لازال شابا وأولاده متربيين في سويسرا ولا أم لهم لكي تعلمهم عليّ وأنت تعرفين بان معظم الشباب يتزوجون أثناء دراستهم في الخارج من أجنبيات وهذا الزواج لا يحتسب عليهم وهذا أفضل من أن يكون في كل يوم مع عشيقة وكذلك هي فرصة لي لكي أسافر معه وربما زيارة أخويك في ألمانيا... وسيكون أكثر من غيره متفهما لظروفي ... لأنه عاش معظم حياته في الخارج !

-أنت فعلا خيالية وتنسي على ما يبدو بان اليوم هو يوم زيارة العريس الذي رضيت رؤيته.                               

 

نارين وهي تقاطعها:

-أنا لم أرضى به أنت وأباك وخالتك تضغطون علي لكي أراه واستقبل أهله وحججكم بأنني إن لم أرى الناس فكيف علي أن احكم عليهم دون أن أراهم...

ثم أضافت:

-وعلى هذا فانا سأوافقكم وامشي بدربكم إلى النهاية.

-كفاك غطرسة من يسمعك يظن بان "حمص" هي إمارة وأنت أميرتها... تريدين كل الناس على ذوقك !

-أنا كذلك... لماذا ؟ أيزعجك أن أكون دقيقة باختيار الشاب الذي سأقترن به لنهاية حياتي !

-أنت تضخمين الأمور... وأنت لست أول ولا آخر فتاة تتزوج.... بسطي الأمور وخذيها كما هي ولا تكوني هكذا صعبة ومن ثم أنت تعرفي بأنه ولا احد منا يضغط عليك أو يستعجل عليك الزواج، بل على العكس نحن نريد أن تتمهلي في اختيارك لأننا لا نرغب إلا بسعادتك. ولكن أنت تستعجلين زواجك وكأنك على سباق مع الزمن... ثم تابعت نسيت بأنك صغيرة على هذا وأصدقائك لازالوا بالمدرسة لم ينتهوا من "البكلوريا" بعد. والفتيات في هذه الأيام لا يتزوجون قبل الجامعة. إي اقل شيء خمسة وعشرون عاما !

-وما ذنبي إذا كانت "البكلوريا" ممنوعة عني ولا تحبني...

ثم تابعت هازئة:

-ماذا عملت "البكلوريا" والجامعة للكثيرين وقد غدرهم الزمن وهربت من بين أيديهم فتنتهم وشبابهم...؟ يا عزيزتي شباب هذه الأيام يحبون الفتاة الصغيرة والفاتنة والتي لم يبوسها من فمها إلا أمها ويخافون من بنات الجامعات... أنت تعرفين بلدنا !

-ليس كل الفتيات مثل بعضهن وكفاك ثرثرة وادخلي لتختاري ما تحبين لأنني بدأت اضجر من هذا الحديث، الله يسهل لك هذا اليوم لكي ترتاحي وتريحينا... هيا...

وهي تدفعها إلى داخل المحل...

-هيا ادخلي !

-لا بأس... لا بأس لا تقولي لي بأنك تغارين...

وهي تضحك...

-إياك أن تغاري...

وهي تدخل أضافت وكأنها تسعى لأغاظتها:

-إياك...

---------------------------------------------------------------------------------------

نهاية الفصل الرابع مع تحيات المؤلف: يحيى الصوفي، جنيف في 01 / 11 / 2003

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

بدأت الكتابة في هذه الرواية في 25 / 8 / 1998

وانتهيت منها في 25 / 11 / 1998

وبدأت بطبعها ووضعها على صفحات موقع المحيط في 25 / 10 / 2003

كل فصل حسب تاريخ طبعه،

وقد كتبت هذه الرواية من محض الخيال وليس لشخوصها أي رابط

مع ما يمكن أن تتشابه به في الحياة ولذلك وجب التنويه.

 

         

إضافة تعليق

الصفحة الرئيسية | الرواية | القصة | المسرح | الشعر | الخاطرة | أدب الرسائل | المقالة | حكايات آية

للاتصال بنا

Genève - Suisse جنيف - سويسرا © 2020 Almouhytte حقوق النشر محفوظة لموقع المحيط للأدب