أصدقاء القصة السورية  

الصفحة الرئيسية / خريطة الموقع / بحث / ضيوفنا / الكاتب / سجل الزوار / الثورة السورية 2011

 

 

 

 / أغاني وأشعار لآية / أعياد ميلاد آية / صور آية / الكتاب الذهبي

الرواية / القصة / المسرح / الشعر / الخاطرة / أدب الرسائل / المقالة / حكايات آية

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 05-08-10

       

ضيوفنا - خواطر

       
    ونار

نور

       
       
       
       
       

بقلم: د. منى عمر

 
 

 

 

 

 

( نور ونار )

نور 

عشت عمري لا أحس براحة ولا انتماء

دمية صغيرة تتحرك على مسرح كبير تحركها يد رجل

أو بمعني أخر ديكتاتور كبير.؟

من وراء مشربية سميكة كنت أتفرج علي العالم.؟

يدور من حولي

وأنا أتحرك معه دائما وبحركة من يده

مرة شمال... مرة يمين... بدون أن يكون لي أرادة.

كأي دمية قماش في سيرك تتحرك عن طريق خيط رفيع مربوط طرفه في عنقي

وطرفه الآخر في يده يحركني دائما.!

يعني باختصار حياتي كانت حياة مملة مثل حياة أي بنت.؟!

حدث جديد غير مجري حياتي كلها

قلبها 360 درجة

حين ركبت الطائرة وقلت وداعا لبيت والدي...سافرت للدراسة

كنت علي موعد هناك مع حبيبي في الجزيرة المسحورة.؟

سوف أحكي لكم كل شيء الآن...

الكل ببقول أني بنت جميلة.؟... كانوا (دايما) يخوفني

من كل الناس وخصوصا من أي رجل غريب.؟

حاولوا إقناعي أن كل الرجال ذئاب ستلتهمني من أول كلمة.؟

كنت مصدقة كل كلامهم.؟!

إلى أن قابلت يوسف.

 

 

يوسف أجمل أنسأن في الدنيا.!

من أول ما  شفته(حسيت) بانجذاب شديد إليه... عينيه... (بصته)

 وضحكته (وشفايفه)... كله

لما قال لي تعالي أوصلك وافقت علي طول

ركبت مع يوسف السيارة كان يغني أغنية بلغته جميلة

ومشينا وسط الجبال وسط أحضان الطبيعة وأشجار الصنوبر رائحة جميلة (ماليه) الجو

وفجأة يوسف أوقف السيارة

(بص) لي بعينين كلها (حنية) وقال لي: نوقف هنا (شوية).؟!

المنظر جنان...كنت حاسة بعطش شديد

قلت له: عطشانة.؟!

قرب كوب الماء من (شفايفي)

وعندما فتحت فمي قليلا لأشرب

وجدت (شفايف) يوسف هي التي تسقيني

قبلاته كانت تلتهمني.؟!...

جربت القبلة من قبل.!

كنت أحس بدوخة ورعشة ولكن لم أذق قبلات أبدا في حرارة قبلات يوسف

ووسط مياه البحيرة الدافئة وجدت  نفسي

بين أحضان يوسف يحملني كطفل بين ذراعيه

صدره يقترب من صدري ويضغط عليه بعنف

وزراعية تحيط بخصري أو يشدني  إليه أكثر حتى نلتصق

وقبلاته تزيد التهابا وأنفاسه تتلاحق

وأنا كمان (حسيت) ساعتها أني أذوب

وأني مجرد ريشة في مهب الريح (طايرة) معه (لفوق)

فوق السحاب... نلمس النجوم...ونغرق معا

في بحر من النشوى...كنت في دنيا ثانية

(وحسيت) بأيد يوسف

تغوص أكثر تحت جلدي تلمس كل خلية عطشي تحتويها وترويها كالزهرة

كنت أرتعش (عايزة) أفضل كده علي طول جوا  حضنه.؟

ركبنا السيارة وجلست بجانبه

غمضت عيني كنت لسه أترعش أحس بدوار

أحساس مش قادرة أوصفه وانطلقت السيارة تقطع الطريق وأنا مازلت في شبه غيبوبة

أحس بطعم قبلات يوسف في فمي وأنفاسه الملتهبة علي وجهي

وجسمه يلتصق بي يذوب فيه

مش عارفة أنا صاحية ولا في حلم

أيد يوسف لما لمستني برقة فجرت بركان كان محبوس في قمم من زمان

أخرج الجني

يسقيني من نهر الجنة

أيد يوسف كانت أيد تأخذ وتعطي

تحن وتختصر العمر كله في لحظة

لحظة يقف الزمن فيها مخدر مسحور

فلا يجرؤ على الحركة هو محصور

ومحجوز بين كفين

ولمساته تفتت الصخر تبعثره وكأن

يوسف مش يوسف.؟

 يوسف هو أدم وأنا حواء

قضمت قضمه من التفاحة

وجدت نفسي في وسط البحيرة مش نور البنت الخجولة

ولكن.؟

حواء في أيدين أدم (وشفايفه) تعصر (شفايفى)

وأيديه  (بتذوقني) جمال اللمسة

والحب إلي سمعت عنه حسيته وشفته قدام عيني,

نار ولعت في كل خلية

التهمت كل ما فيها

(أيدين) يوسف

رسمت جنة ونار

ذوبتني في كأس شربتها غبت عن الدنيا

(أيدين) يوسف زوقتني طعم الجنة

عندما وضعت رأسي علي صدره

سمعت دقات قلبه تدق بسرعة ولمسته

عرفت ما أريد بالتحديد

فتحت له كل شرايين الحلم وتركته يدخل بهدوء

يعلم جسمي دفأ الإفضاء

وتركته يمارس معي كل جنون البحر

قناع البراءة الذي حرصت دائما تلبسيه لي خلعته بهدوء

وخرجت كغزالة من ثوب يشتعل

وتبدلت أرضي

سنوات جدباء عشتها بدأت تتبخر وتذوب

مع كل قبلة ولمسة من (شفايف) يوسف

تطيرنا في(السما)

نجمان نور تحمل داخلها بركان سعير

عينان ملهوفتان تنتظراني دائما بشوق 

نار

الأسلاك الشائكة التي أحاطوها بها دائما لم تستطيع قمع شهوة ضارعة

أراها في عينيها كلما نظرت إليها

أدفن الماضي بين يديها

تغسلني تغسل عن روحي الصدأ والتراب وظمأ سنين

عشت سنوات تمثال جميل من جليد

قبلاتها نار

قطعان خيول برية بربرية تركض نحو جسدي كلما لمستها

وتأتي إلي دائما كغيمة محملة بالمطر

في انتظار لمسة لتهطل

كل خطوة أخطوها فيها جنة نعيم

حقول مثمرة تتفتح معي ورود

لا ترويها بحور

أفتحها وأنزلق إليها

تبللني بعد ظمأ سنين

كلما شربت ظمئت واحترقت

جنتي وناري

أيتها الأنثى الحلم انتظرتك طول سنين

يا نوري وناري

زهور (ماجنوليا) وياسمين بيضاء

يظللني شذاها

كلما قربت مني

(حوطت) حياتي

بسياج من فضة  حنان

لونت أيامي  بلون  الورد

لوز وسكر طعم  قبلاتنا

أتحسس وجهها الجميل

وأطبع عليه مئة ألف قبلة

----------------------------------

منى - مصر 2003 / أضيفت في موقع المحيط في 02/01/2005

         

إضافة تعليق

الصفحة الرئيسية | الرواية | القصة | المسرح | الشعر | الخاطرة | أدب الرسائل | المقالة | حكايات آية

للاتصال بنا

Genève - Suisse جنيف - سويسرا © 2020 Almouhytte حقوق النشر محفوظة لموقع المحيط للأدب